***
الوقفة الأولى:
[size=16]ما الحب؟؟
الحب شعور فطري خلقه الله في إطار أحسن تقويم
شعور لابد منه لتستقيم الحياة
بل لتستقيم العبادة والدين
وكلنا يعلم أركان العبادة الثلاث الشعورية
التي شبهها بن القيم رحمه الله
برأس الطائر وجناحيه
الخوف والحب والرجاء
فجعل الحب رأسه
والباقي جناحاه
أتدرين لماذا؟
لأن الحب هو الباعث الأول حتى للخوف والرجاء
قد تخافين من غضب أحد وأنت لا تحبينه
لكن لن تستمري من الخوف من غضبه حين لا تحبينه!
لن يحزنك أن تخالفيه دون أن تحبيه
لن يفرحك أن توافقي مراده لو لم تحبيه
فالحب كشعور فطري أمر لا ينكره عقل ولا واقع
ولا دين..
***
الوقفة الثانية:
الحب في قلبي؟
فأين عقلي؟؟
عادة ما يرمزون للحب بقلب اخترقه سهم
وعادة ما يقول المحبون قلوبنا تنبض من لهفة الشوق رغم أن
القلب طبيا عضو لا علاقة له بالأحاسيس
ولا يمت بصلة للإدراك أو الشعور
فلماذا يقترن الحب دوما بالقلب
إنها للأسف محاولة لإقناع فتياتنا بأن الحب لا يجب أن يخضع للعقل
بدعوى أن العقل يبعدناعن مفهوم الرومانسية والعشق
ويجعلنا نعيش في عالم ذا مفاهيم مادية فقط
للأسف أن وسائل الإعلام أسرفت في صنع صورة مشوشة وكاذبة عن الحب
ذلك الذي لا يكون جميلا إلا بنوع تهور واقتحام للأعراف والقوانين والحكمة والدين
وتسرف الروايات والأفلام _التي تولت كبر الإثم في هذه النظرة_
في تصوير الحب المتهور في أحسن صورة! بل وتجعله مثالاً للمحبين يحذون حذوة
وتضرب به الأمثال!
هذه قصة روميو وجولييت أعظم مثال على ما أقول
ومثلها عذريات عنترة وقيس وكثير وجميل وسلسلة العشاق المتهورين
الذين غابت عقولهم عن شعورهم وأذلهم العشق حتى نضحت بهذا أشعارهم!
الحقيقة الطبية والنفسية تقول أن المشاعر ترتبط بالعقل بشكل كبير
وأن العقل يمكن أن يتحكم بها
يقول أحد ألأطباء الغربيين وهو متخصص في السلوكيات العاطفية:
لو أنه قدر لي أن أجلس مع روميو لجعلته يدير ظهره لجولييت ولا يموت لأجلها
نعم
إنه من الجناية على هذا الجيل أن ينشأ على مفاهيم خاطئة تسوقها الروايات والأفلام بأحسن صورة
الحب يجب أن يكملنا ولا ينقصنا..
يسعدنا ولا يشقينا..
يعطينا ولا يأخذ منا..
يجب أن نتحكم بكل ما نستطيع من أمره ولا نجعله يتحكم فينا
والحقيقة الشرعية تؤكد هذا من جهة وتعفو عما لا يستطاع من جهة أخرى
ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم
( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك)
وقال أهل العلم أن مما لا يملك الميل القلبي
أما ما يمكن امتلاكه والتحكم فيه فهو القول والفعل والأخذ والعطاء والإقدام والإحجام وسائر السلوكيات
وهذا مقتضى التكليف الذي جعل الله تعالى مناطه على العقل والإرادة
***
الوقفة الثالثة:
الحب ليس شعورا واحدا
والكثيرات تفسر أي نوع عاطفه بأنها حب!
وهذا جهل..
فقد أعجب بشخص لكن لا يكون حبا بالمعنى المتعارف عليه
وقد أميل إليه لنوع موافقة في الهموم والأفكار والطباع
وهذا الميل ليس حبا
ولهذا من الخطأ أن نلبس كل مشاعرنا ثوب الحب
ونتكلفه تكلفاً حتى نهلك!
سبحان الله
أجد الكثيرات يتساءلن عن حكم الحب وكأنه أمر معروض لللأخذ متى شئنا
كنت أقول لطالباتي أن الأصل أن السؤال يكون مقرونا بحاله واقعه يمكن وصفها
لأن الحكم قد يختلف فهو من فقه النوازل إن صح التعبير
ولا يمكن الجزم بحكم عام إلا من خلال الممارسات
وإني لأعجب من الفتيات كيف يستسلمن لنبض القلوب بهذه السرعه!
حتى صار ما يسمى بالحب من أول نظره!
ذلك الحب الذي عبر عنه الأوائل بقولهم:
التعلق بالصور!
إذ هو مجرد استحسان العين لمرأى الشخص وليس من الحب في شيء
لكنه للأسف قلب للمفاهيم والحقائق
***
الوقفة الرابعة:
الحب منه فتنة وبلاء!
وذلك حين يملك على المرء قلبه ويشغله عن أمر دينه أو دنياه
ولعل القرآن الكريم خير من وصف هذا حتى في حب الأزواج والأولاد
وقد وصفها الله تعالى بالفتنة!
ولا شك أن الإفراط في شيء يفضي إلى المذلة له ومن تعلق شيئا وكل إليه
وكم من محب أذله الله تعالى وأخزاه بسبب محبوبه
لأنه ليس على هدى الله
وقد ثبت عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيما يصح إليه ولا يصح مرفوعا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما )
وهو مما يعلم من أمر تقلب القلوب
ولهذا كثرت من الشباب والفتيات الحسرات والآهات
والعذاب والشكوى وكلها من أسباب تعلق القلب المفرط بالمخلوقين
والله المستعان!
***
الوقفة الخامسة
قلبك أغلى جوارحك
[size=16]فاحفظيه
[/size]
لو تأملت حال القلب لعلمتي أنه ألى الجوارح بالصيانة والحفظ
أليس هو ما ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة؟
( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن قلوبكم وأعمالكم)
لماذا قرن القلب بالعمل؟
لأنه ببساطة ملك الجوارح
قال عنه صلى الله عليه وسلم
( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)
الوقفة الأولى:
[size=16]ما الحب؟؟
الحب شعور فطري خلقه الله في إطار أحسن تقويم
شعور لابد منه لتستقيم الحياة
بل لتستقيم العبادة والدين
وكلنا يعلم أركان العبادة الثلاث الشعورية
التي شبهها بن القيم رحمه الله
برأس الطائر وجناحيه
الخوف والحب والرجاء
فجعل الحب رأسه
والباقي جناحاه
أتدرين لماذا؟
لأن الحب هو الباعث الأول حتى للخوف والرجاء
قد تخافين من غضب أحد وأنت لا تحبينه
لكن لن تستمري من الخوف من غضبه حين لا تحبينه!
لن يحزنك أن تخالفيه دون أن تحبيه
لن يفرحك أن توافقي مراده لو لم تحبيه
فالحب كشعور فطري أمر لا ينكره عقل ولا واقع
ولا دين..
***
الوقفة الثانية:
الحب في قلبي؟
فأين عقلي؟؟
عادة ما يرمزون للحب بقلب اخترقه سهم
وعادة ما يقول المحبون قلوبنا تنبض من لهفة الشوق رغم أن
القلب طبيا عضو لا علاقة له بالأحاسيس
ولا يمت بصلة للإدراك أو الشعور
فلماذا يقترن الحب دوما بالقلب
إنها للأسف محاولة لإقناع فتياتنا بأن الحب لا يجب أن يخضع للعقل
بدعوى أن العقل يبعدناعن مفهوم الرومانسية والعشق
ويجعلنا نعيش في عالم ذا مفاهيم مادية فقط
للأسف أن وسائل الإعلام أسرفت في صنع صورة مشوشة وكاذبة عن الحب
ذلك الذي لا يكون جميلا إلا بنوع تهور واقتحام للأعراف والقوانين والحكمة والدين
وتسرف الروايات والأفلام _التي تولت كبر الإثم في هذه النظرة_
في تصوير الحب المتهور في أحسن صورة! بل وتجعله مثالاً للمحبين يحذون حذوة
وتضرب به الأمثال!
هذه قصة روميو وجولييت أعظم مثال على ما أقول
ومثلها عذريات عنترة وقيس وكثير وجميل وسلسلة العشاق المتهورين
الذين غابت عقولهم عن شعورهم وأذلهم العشق حتى نضحت بهذا أشعارهم!
الحقيقة الطبية والنفسية تقول أن المشاعر ترتبط بالعقل بشكل كبير
وأن العقل يمكن أن يتحكم بها
يقول أحد ألأطباء الغربيين وهو متخصص في السلوكيات العاطفية:
لو أنه قدر لي أن أجلس مع روميو لجعلته يدير ظهره لجولييت ولا يموت لأجلها
نعم
إنه من الجناية على هذا الجيل أن ينشأ على مفاهيم خاطئة تسوقها الروايات والأفلام بأحسن صورة
الحب يجب أن يكملنا ولا ينقصنا..
يسعدنا ولا يشقينا..
يعطينا ولا يأخذ منا..
يجب أن نتحكم بكل ما نستطيع من أمره ولا نجعله يتحكم فينا
والحقيقة الشرعية تؤكد هذا من جهة وتعفو عما لا يستطاع من جهة أخرى
ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم
( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك)
وقال أهل العلم أن مما لا يملك الميل القلبي
أما ما يمكن امتلاكه والتحكم فيه فهو القول والفعل والأخذ والعطاء والإقدام والإحجام وسائر السلوكيات
وهذا مقتضى التكليف الذي جعل الله تعالى مناطه على العقل والإرادة
***
الوقفة الثالثة:
الحب ليس شعورا واحدا
والكثيرات تفسر أي نوع عاطفه بأنها حب!
وهذا جهل..
فقد أعجب بشخص لكن لا يكون حبا بالمعنى المتعارف عليه
وقد أميل إليه لنوع موافقة في الهموم والأفكار والطباع
وهذا الميل ليس حبا
ولهذا من الخطأ أن نلبس كل مشاعرنا ثوب الحب
ونتكلفه تكلفاً حتى نهلك!
سبحان الله
أجد الكثيرات يتساءلن عن حكم الحب وكأنه أمر معروض لللأخذ متى شئنا
كنت أقول لطالباتي أن الأصل أن السؤال يكون مقرونا بحاله واقعه يمكن وصفها
لأن الحكم قد يختلف فهو من فقه النوازل إن صح التعبير
ولا يمكن الجزم بحكم عام إلا من خلال الممارسات
وإني لأعجب من الفتيات كيف يستسلمن لنبض القلوب بهذه السرعه!
حتى صار ما يسمى بالحب من أول نظره!
ذلك الحب الذي عبر عنه الأوائل بقولهم:
التعلق بالصور!
إذ هو مجرد استحسان العين لمرأى الشخص وليس من الحب في شيء
لكنه للأسف قلب للمفاهيم والحقائق
***
الوقفة الرابعة:
الحب منه فتنة وبلاء!
وذلك حين يملك على المرء قلبه ويشغله عن أمر دينه أو دنياه
ولعل القرآن الكريم خير من وصف هذا حتى في حب الأزواج والأولاد
وقد وصفها الله تعالى بالفتنة!
ولا شك أن الإفراط في شيء يفضي إلى المذلة له ومن تعلق شيئا وكل إليه
وكم من محب أذله الله تعالى وأخزاه بسبب محبوبه
لأنه ليس على هدى الله
وقد ثبت عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيما يصح إليه ولا يصح مرفوعا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما )
وهو مما يعلم من أمر تقلب القلوب
ولهذا كثرت من الشباب والفتيات الحسرات والآهات
والعذاب والشكوى وكلها من أسباب تعلق القلب المفرط بالمخلوقين
والله المستعان!
***
الوقفة الخامسة
قلبك أغلى جوارحك
[size=16]فاحفظيه
[/size]
لو تأملت حال القلب لعلمتي أنه ألى الجوارح بالصيانة والحفظ
أليس هو ما ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة؟
( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن قلوبكم وأعمالكم)
لماذا قرن القلب بالعمل؟
لأنه ببساطة ملك الجوارح
قال عنه صلى الله عليه وسلم
( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)
القلب أغلى من أن يتقطع على المخلوق حسرات
قلبك بوصلة حياتك فانتبهي لوجهته يا غالية
ولا تفرطي فيه!
***
الوقفة السادسة:
[size=16]ابتليت فماذا أفعل؟
الحب من حيث هو شعور فطري حقيقة معاشة ولا يمكن إنكارها
ولعل البشر جلهم أو كلهم متفقون على أن الحب لغز لا يمكن أحيانا تفسيره
وهو من الأمور التي لا تخضع كثيرا للتحليل المنطقي
من حيث أصل وجوده
أقصد قد يقع في القلب حب لا يبرره العقل أو حتى يستسيغه!
إلا كنوع تآلف وتناكر الأرواح المقرر في الشرع
أما ما ينتج عنه من أفعال وسلوك فنحن عنه مسؤولون وعليه محاسبون
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم
( لم ير للمتحابين مثل النكاح)
وذلك لقطع باب البلاء والفتنة ولأن النفوس تنجذب إلى ما تحرم منه بصورة أشد
ولنعترف بأن الزمان والتكنولوجيا أتاحت الكثير من فرص اللقاء
والتعارف والاطلاع على أحوال الجنسين بعضهم البعض
أكثر من السابق مما فتح المجال للتعلق والحب والفتنة بصورة يندى لها الجبين!
ولكن الدين والحياء حارسان على قلب الفتاة أو الفتى
ولعل هذا من أبواب الابتلاء التي لم يفتحها الله على من سبق
وكم من شاب أو فتاة تعلق أحدهما بآخر لمجرد كلام يكتبه
أو حتى نقاش يثيره أو ردود مستحسنة
أو حتى صورة رمزية يضعها
والله المستعان!
ولهذا فإني والله على ما أقول شهيد
أعلم الكثير من المآسي ليس بابها إلا رسائل أو محادثات ماسنجر
أو حتى مشاركة في منتديات وأصلها للخير والدعوة
ولكنه الشيطان!
:/
ولمن ابتلاها الله بشيء من هذا أقول:
أولاً:
الوقاية خير من العلاج:
قلبك بوصلة حياتك فانتبهي لوجهته يا غالية
ولا تفرطي فيه!
***
الوقفة السادسة:
[size=16]ابتليت فماذا أفعل؟
الحب من حيث هو شعور فطري حقيقة معاشة ولا يمكن إنكارها
ولعل البشر جلهم أو كلهم متفقون على أن الحب لغز لا يمكن أحيانا تفسيره
وهو من الأمور التي لا تخضع كثيرا للتحليل المنطقي
من حيث أصل وجوده
أقصد قد يقع في القلب حب لا يبرره العقل أو حتى يستسيغه!
إلا كنوع تآلف وتناكر الأرواح المقرر في الشرع
أما ما ينتج عنه من أفعال وسلوك فنحن عنه مسؤولون وعليه محاسبون
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم
( لم ير للمتحابين مثل النكاح)
وذلك لقطع باب البلاء والفتنة ولأن النفوس تنجذب إلى ما تحرم منه بصورة أشد
ولنعترف بأن الزمان والتكنولوجيا أتاحت الكثير من فرص اللقاء
والتعارف والاطلاع على أحوال الجنسين بعضهم البعض
أكثر من السابق مما فتح المجال للتعلق والحب والفتنة بصورة يندى لها الجبين!
ولكن الدين والحياء حارسان على قلب الفتاة أو الفتى
ولعل هذا من أبواب الابتلاء التي لم يفتحها الله على من سبق
وكم من شاب أو فتاة تعلق أحدهما بآخر لمجرد كلام يكتبه
أو حتى نقاش يثيره أو ردود مستحسنة
أو حتى صورة رمزية يضعها
والله المستعان!
ولهذا فإني والله على ما أقول شهيد
أعلم الكثير من المآسي ليس بابها إلا رسائل أو محادثات ماسنجر
أو حتى مشاركة في منتديات وأصلها للخير والدعوة
ولكنه الشيطان!
:/
ولمن ابتلاها الله بشيء من هذا أقول:
أولاً:
الوقاية خير من العلاج:
فاصرفي بصرك، فإن لكِ الأولى وليست لكِ الثانية؛
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ *
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ)
[النور: 30-31].
لاحظي كيف فصل الله في الآيات (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ)،
فلخطورة غض البصر وأهميته خاطب الله عز وجل الرجال على حدة والنساء على حدة؛
لأن الأمر يهم كلاًّ من الطرفين بمفرده.
وهذا من المرات القليلة التي يفرد كل جنس فيها بخطاب.
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ *
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ)
[النور: 30-31].
لاحظي كيف فصل الله في الآيات (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ)،
فلخطورة غض البصر وأهميته خاطب الله عز وجل الرجال على حدة والنساء على حدة؛
لأن الأمر يهم كلاًّ من الطرفين بمفرده.
وهذا من المرات القليلة التي يفرد كل جنس فيها بخطاب.
والنظرة هي البداية؛ ولذلك عقب الله عز وجل بقوله:
(وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ)،
فالبداية نظرة، فابتسامة، فسلام، فكلام، فموعد، فلقاء ثم وصول إلى هذه النتيجة:
(وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ)،
فالبداية نظرة، فابتسامة، فسلام، فكلام، فموعد، فلقاء ثم وصول إلى هذه النتيجة:
فالوقاية خير من العلاج!
*ثانياً :
التفكر في العواقب:
*ثانياً :
التفكر في العواقب:
فإن هذا من الخصائص التي تميز الإنسان عن الحيوان.
وليس كل ما خطر في بال الإنسان أو تيسر له فعله أقدم عليه حتى يعرف ما وراءه !
فالحب الذي لا يمكن فيه الوصال بالحلال يجب أن ينتهي لحدود الله مهما كلف الأمر!
ثالثاً:
اليأس والمباعدة.
مهما وجد الإنسان من ألم الفراق،
وكما قال صلى الله عليه وسلم:
"وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ،
وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ"
صحيح البخاري
(1469)
ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
فإن سأل الواشون فيم هجرتها؟
فقل: نفس حرٍ سُليت فتسلّتِ
وليس كل ما خطر في بال الإنسان أو تيسر له فعله أقدم عليه حتى يعرف ما وراءه !
فالحب الذي لا يمكن فيه الوصال بالحلال يجب أن ينتهي لحدود الله مهما كلف الأمر!
ثالثاً:
اليأس والمباعدة.
مهما وجد الإنسان من ألم الفراق،
وكما قال صلى الله عليه وسلم:
"وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ،
وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ"
صحيح البخاري
(1469)
ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
فإن سأل الواشون فيم هجرتها؟
فقل: نفس حرٍ سُليت فتسلّتِ
تقول أم الضحاك المحاربية:
سألت المحبين الذين تحملوا تباريح هذا الحب من سالف الدهر
فقلت لهم ما يذهب الحب بعدما تبوأ ما بين الجوانح والصدر؟
فقالوا:
سألت المحبين الذين تحملوا تباريح هذا الحب من سالف الدهر
فقلت لهم ما يذهب الحب بعدما تبوأ ما بين الجوانح والصدر؟
فقالوا:
شفاء الحب حب يزيله لآخر
أو نأي طويل على الهجر
أو اليأس حتى تذهل النفس بعدما رجت طمعاً
واليأس عون على الصبر
رابعاً :
صرف العواطف والقوى والطاقات إلى ما هو أعلى وأغلى وأسمى
من: محبة الله عز وجل، ونفع عباده، والزُّلفى إليه بالطاعة,
والصلاة, والصوم, والذكر, والقرآن، وصحبة الأخيار، وكثرة الدعاء والتضرع،
والانهماك بمعالي الأمور والاشتغال الدائب بما ينفع المرء ديناً أو دنياً،
والاشتغال بما يصرف طاقة الشاب إلى خير الدنيا والآخرة،
كما قال الله عز وجل: (وَاستعينوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الخاشعين)
[البقرة: 45] وقال سبحانه: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)[الطلاق: 3].
أخيرا:
إن القلب المملوء بهموم الأمة, وهموم الناس قد يخفق بالحب, ولكنه لا يقع في أسره.
وكم هم الصالحون الذين عفوا وكتموا وأشغلوا بالخير قلوبهم على ما فيها من ميل
لم يستجيبوا له!
وهم مأجورون على هذه المجاهدة والتعفف والصيانة
أما القلوب الفارغة؛ فهي التي تصبح نهباً لكل طارئ وطارق وتقول له: هيت لك!
فاستثمري حياتك في:
عمل جاد، أو تفكير سليم، أو إبداع نافع، أو قربة صالحة!
عن أَنَس بْنَ مَالِكٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-:
"إِنْ قَامَتِ الساعة وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل"
مسند أحمد 12981
خامسا:
تجنب الأسباب التي تبعث على تذكر المحبوب أو مقاربته بالحرام
والتخلص من كل ما يؤدي إليه من طريق
والتزام أدب الله للمؤمنين
ومنها ترك المحادثات والرسائل والنقاشات في المنتديات
إلا بضوابط الشرع مع الحرص على الحياء والتعفف والصيانة
:
تولاك الله بحفظه, وكلأك برعايته,
وأوزعك شكر نعمته,
وحفظ لك قلبك وعقلك, ودينك, ودنياك !
/
= )
بقلم : استاذتي
مها الجريس
أو نأي طويل على الهجر
أو اليأس حتى تذهل النفس بعدما رجت طمعاً
واليأس عون على الصبر
رابعاً :
صرف العواطف والقوى والطاقات إلى ما هو أعلى وأغلى وأسمى
من: محبة الله عز وجل، ونفع عباده، والزُّلفى إليه بالطاعة,
والصلاة, والصوم, والذكر, والقرآن، وصحبة الأخيار، وكثرة الدعاء والتضرع،
والانهماك بمعالي الأمور والاشتغال الدائب بما ينفع المرء ديناً أو دنياً،
والاشتغال بما يصرف طاقة الشاب إلى خير الدنيا والآخرة،
كما قال الله عز وجل: (وَاستعينوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الخاشعين)
[البقرة: 45] وقال سبحانه: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)[الطلاق: 3].
أخيرا:
إن القلب المملوء بهموم الأمة, وهموم الناس قد يخفق بالحب, ولكنه لا يقع في أسره.
وكم هم الصالحون الذين عفوا وكتموا وأشغلوا بالخير قلوبهم على ما فيها من ميل
لم يستجيبوا له!
وهم مأجورون على هذه المجاهدة والتعفف والصيانة
أما القلوب الفارغة؛ فهي التي تصبح نهباً لكل طارئ وطارق وتقول له: هيت لك!
فاستثمري حياتك في:
عمل جاد، أو تفكير سليم، أو إبداع نافع، أو قربة صالحة!
عن أَنَس بْنَ مَالِكٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-:
"إِنْ قَامَتِ الساعة وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل"
مسند أحمد 12981
خامسا:
تجنب الأسباب التي تبعث على تذكر المحبوب أو مقاربته بالحرام
والتخلص من كل ما يؤدي إليه من طريق
والتزام أدب الله للمؤمنين
ومنها ترك المحادثات والرسائل والنقاشات في المنتديات
إلا بضوابط الشرع مع الحرص على الحياء والتعفف والصيانة
:
تولاك الله بحفظه, وكلأك برعايته,
وأوزعك شكر نعمته,
وحفظ لك قلبك وعقلك, ودينك, ودنياك !
/
= )
بقلم : استاذتي
مها الجريس
[/size]
[/size]